140 دولة حول العالم تتكاتف لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال … والدول الإسلامية تنظر وتنتظر.
الحملات الأمنية الدولية في تتبع ومعاقبة الذين يستغلون الإنترنت في ترويج جرائم العدوان الجنسي ضد الأطفال تبلغ المئات. وغالبا ما نجد متوسط نحو خمسة دول تشارك في العملية الأمنية الواحدة. وربما شاركت في العملية الواحدة عشرات الدول. ومن المصادر الجيدة حول هذا الأمر تلك الدراسة التي أعدها المعهد الوطني الأسترالي للعلوم الجنائية حول 31 من أشهر تلك العمليات.
أما في الدول الإسلامية، فإننا للأسف إلى اليوم ننتظر حملة واحدة رسمية مشابهة واسعة النطاق للتعرف على هؤلاء المجرمين في دولنا الإسلامية والقبض عليهم وإنزال العقوبات الرادعة بهم. بل الأسوأ والأمر، يبدو أن الدول الإسلامية لم تقم بحملة من هذه النوع داخل أراضيها … فكيف لها إذن أن تنظم حملات مشتركة بين دول مجلس التعاون أو الدول العربية أو الدول الإسلامية؟ حسبنا للأسف حجب الوصول إلى تلك المواقع مع استمرار هؤلاء المجرمين بممارسة انتهاكاتهم الإجرامية في الأراضي الإسلامية دون تبعات…
في المؤتمر الدولي الذي عنوانه “الكونجرس العالمي الثالث المناهض للاستغلال الجنسي للأطفال والشباب” والذي أقيم في البرازيل في 11/2008م مع مشاركة وفود من 140 دولة، تم تحرير ثم نشر “خطة عمل” دولية مشتركة. ومما ورد في تلك الخطة:
“ونحن نعرب عن القلق إزاء استمرار ارتفاع معدل الاستغلال الجنسي للأطفال والمراهقين في الدول في جميع المناطق حول العالم، وإزاء النمو في بعض أشكال الاستغلال الجنسي للأطفال والمراهقين ، وخاصة عن طريق إساءة استخدام شبكة الإنترنت والتقنيات الجديدة والنامية….. وندعو جميع الدول إلى بذل الجهود في التعاون المشتركة مع الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية ، وغيرها من الجهات المعنية لمنع إنتاج ونشر الصور الإباحية للأطفال ، بما فيها الصور الافتراضية ومشاهد الاستغلال الجنسي للأطفال ، والتوقف عن استخدام الإنترنت والتقنيات الحديثة لتصيد الأطفال في الإنترنت وخارج الشبكة والاعتداء عليهم ؛ مع تبني إجراءات لتعقب ووقف تدفق المعاملات المالية ذوات العلاقة بالاستغلال الجنسي للأطفال من خلال خدمات المؤسسات المالية ودعم الجهود المبذولة لمواجهة الطلب على الممارسات الجنسية في الأطفال واستغلال الأطفال في الدعارة ، وتعزيز الخدمات المقدمة للأطفال الضحايا و أسرهم ، بما في ذلك إنشاء أرقام هاتف ومواقع شبكية قريبة المنال للبلاغات وطلب المعونة، مع تقديم الدعم في مجال التعليم وحملات التوعية التي تستهدف الأطفال والآباء ، والمعلمين ، ومنظمات الشباب وغيرها من الجهات العاملة مع الأطفال أو لأجلهم ، عن مخاطر الاستغلال الجنسي للأطفال ، وترويج الممارسات الجنسية من خلال شبكة الانترنت، والهواتف المحمولة، وغيرها من التقنيات الحديثة، وكذلك حول التدابير الوقائية…”
http://www.ecpat.net/WorldCongressIII/PDF/Outcome/WCIII_Outcome_Document_Final.pdf
كما ورد في تقرير للمؤسسة الدولية (ECPAT) تم نشره في المؤتمر السابق:
“… وقد استقبل موقع واحد متخصص بالصور الإباحية للأطفال مليون زيارة شهريا… ومن المقدر أن هناك ما بين 50,000 إلى 100,000 فردا يتسم بهذه الميول المنحرفة مشاركا في العصابات الدولية المتخصصة بإباحية الأطفال …. كما أفادت البيانات التي تم جمعها بين 1997 إلى 2000م حول 2,469 جريمة مستقلة ذات العلاقة بالإباحية بأن جرائم الإباحية قد ازدادت بنسبة 68 ٪ وأن الجرائم الجنسية تجاه الأطفال قد ازدادت بنسبة 200% …. غير أن هذه الإحصاءات لا تعكس إلا أولئك الذين تم القبض عليهم. لكن تفيد بيانات أخرى مثل تلك المؤمنة من قبل كبرى شركات تقديم خدمات الإنترنت في المملكة المتحدة، بأن تلك الشركة قد حجبت أكثر من 20,000 محاولة يوميا في شهر 7/2004 للوصول إلى مواقع ترويج الصور الجنسية للأطفال”
http://antipaedo.lip6.fr/ECPAT_EN.pdf
والدول الإسلامية، وخصوصا المملكة العربية السعودية، أحق وأجدر بالريادة في الفضيلة من هذه الدول.
فياليتنا نأخذ على عواتقنا هذه الأمانة ونقوم بها ونؤديها حق أدائها…. ونكون قدوة ونبراسا لدول الأرض بذلك.
لدينا العلم ولدينا القدرة … بقي فقط التنسيق والتحرك… في حملة جارفة تتبعها حلول مشتركة دائمة … لمكافحة وطمس هذه الجرائم وأصحابها.
أمثلة عاجلة لوضعنا المأساوي في هذا الجانب اليوم: