مشاهدة الأطفال للمواد الإباحية: ظاهـــرة هامشية أم مشكلة مجتمع؟

د. أحمد إبراهيم خضر

http://www.albayan-magazine.com/bayan-248/bayan-04.htm

(أوردنا فيما يلي مقتطفات فقط من المقال. ويمكن قراءة المقال بالكامل على الرابط أعلاه)

مقتطفات من المقال…:
…سنتعرض لمثال واحد يتناول ظاهرة اجتماعية امتدَّ تأثيرها إلى الأسرة المسلمة وأطفالها بفعل انتشار القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت، والظاهرة هي «مشاهدة الأطفال للمواد الإباحية». …في الولايات المتحدة رأس السيناتور (سام براونباك) عضو الكونجرس الأمريكي في 10 نوفمبر 2005م اجتماع اللجنة الفرعية للدستور لمناقشة قضية تأثير المواد الإباحية على الزواج والأسرة والأطفال؛ قال (براونباك): إن معظم الأمريكيين يعلمون تماماً أن المواد الإباحية شيء سيِّئ، ولكنهم لا يقدِّرون حجم الأذى الذي تتسبب فيه لمن يستخدمها وللأسر بصفة عامة، … آثارها المدمرة على الأسرة والطفل . … ثلثي المحامين من أعضاء الأكاديمية الأمريكية الخاصة بمحاكم الأسرة قد كشفوا في اجتماعاتهم أن انغماس عملائهم المتزايد في الإنترنت الإباحي لعب دوراً كبيراً في قضايا الطلاق التي يباشرونها….وفي كندا أشار التقرير الصادر عن المؤسسة الكندية للتربية والأسرة في عام 2004م إلى أن العديد من الدراسات أثبتت أن هناك ارتباطاً قوياً بين تعرُّض الأطفال للمواد الإباحية والسلوك الجنسي المنحرف، وأن هناك حاجة ماسة إلى قوانين وتشريعات لحماية الأطفال ….
وفي ألمانيا أوضحت واحدة من الدراسات أن معدلات الجرائم الجنسية قد انخفضت بعد صدور تشريع يقنِّن مسألة «المادة الإباحية»…. وتُعَدّّ (دونا رايس هوجز) واحدة من أبرز المهتمين بشؤون حماية الطفل من خطر مشاهدة المواد الإباحية. كتبت (هوجز) تفصيلاً عن آثار هذه المشاهدة في دراستها التي نشرها موقع «حماية الطفل». تقول (هوجز):
أولاً: مشاهدة الأطفال للمواد الإباحية تجعلهم فريسة للعنف الجنسي: أثبتت الدراسات أن الإنترنت أداة على درجة عالية من النفع لهؤلاء المولعين بحب الأطفال وذئاب الجنس، … تقوم بتوزيع المواد الإباحية التي تعرِّض الأطفال للجنس، وتدخل في محادثات جنسية صريحة مع الأطفال، … وكلما زاد تعامل هؤلاء مع المواد الإباحية ارتفعت مـخاطــر ممارستهم لما يشاهدونه؛ سواء أكانت هذه الممارسة في صـورة اعتداء أم اغتصاب جنسي أم تحرش بالأطفال. …وبيَّنت دراسات أخرى أن التعرُّض المبكر – في سن الرابعة عشرة تقريباً – للمواد الإباحية له علاقة بالدخول إلى عالم الممارسات الجنسية المنحرفة وخاصة الاغتصاب. … وأن 53% من الذين تم تحريضهم على التحرش استخدموا عمداً المواد الإباحية لإثارتهم ونفّذوها كما رأوها. وأوضح الخبراء أن التعود على مشاهدة المواد الإباحية يمكن أن يؤدي إلى التقليل من حدة الإشباع الذي تحققه المواد الإباحية المعتادة ويدفع بقوة إلى الرغبة في التعامل مع مواد أكثر عنفاً وأكثر انحرافاً. …. وبيَّنت إحدى هذه الدراسات أن من بين 932 مدمناً على الجنس هناك 90% من الرجال و77% من النساء أكدوا أن مشاهدة المواد الإباحية أحد الأسباب القوية لإدمانهم….وتبيِّن الدراسات أن مشاهدة المواد الإباحية يمكن أن تدفع الأطفال إلى سلوكيات جنسية منحرفة ضد الأطفال السذج والذين هم أصغر منهم سناً. …الأطفال الذكور حينما يتعرضون لمدة 6 أسابيع على الأقل لمواد إباحية فاضحة تنمو لديهم الصفات التالية:
1 – سلوكيات جنسية شديدة القسوة بالنسبة للمرأة، وإدراكات مشوهة عن النشاط الجنسي.
2 – لا ينظرون إلى الاغتصاب على أنه اعتداء إجرامي، بل لا يعدّونه جريمة بالكلية.
3 – الشهية نحو سلوك جنسي أكثر انحرافاً وأكثر شذوذاً وأكثر عنفاً كما يرونه في المواد الإباحية، ولا يصبح الجنس العادي ذا قيمة عندهم.
4 – يفقدون الثقة في الزواج بوصفه مؤسسة حيوية ودائمة. كما ينظرون إلى العلاقات مع نساء غير زوجاتهم بوصفها أمراً عادياً وطبيعياً.
…انتهت دراسات الغرب إلى أن سَنَّ التشريعات وبيان مخاطر تعرُّض الأطفال لمشاهدة المواد الإباحية هو أكثر الوسائل فاعلية للحدِّ من آثار هذه الظاهرة؛ …وخلاصة ما أفتى به علماء الإسلام في مسألة مشاهدة المواد الإباحية هو قولهم: «تحريم النظر إلى العورات وإلى النساء المتبرجات أمر معلوم بالضرورة من دين الإسلام، ومشاهدة هذه المواد الإباحية داخل في هذا البــاب، وأنـــه لا شك في حرمته، حتى لو كان المقصود هو الإثارة والتشويق قبل ممارسة الجماع بين الرجل وزوجته» (فتاوى موقع الإسلام اليوم). …

منقول عن مجلة البيان
http://www.albayan-magazine.com/bayan-248/bayan-04.htm

Leave a Reply

*