الحجب بأيدي المخترع السعودي :جهاز واحد يحل محل كل 25 جهاز من كبار منتجات الدول الصناعية

الحجب بأيدي سعودية :إختراع سعودي فريد سيغزو العالم

نشرت في April 18, 2011 – الاثنين 16 جمادى الأولى 1432 هاني 14 تعليقات

في عام 2006 وبعد نقل خدمة الإنترنت من مدينة الملك عبدالعزيز الى شركة الإتصالات وجعل أجهزة الحجب مخفية بشكل كامل(1)  أصبحت الإنترنت في السعودية ولله الحمد طبيعية كما يجب أن تكون من جهة المستخدم. ولكن، قد نكون أصلحنا الإنترنت من جهة ولكننا كسرناها من جهتين أخريين. الأولى : كما ذكرنا سابقا أنه تم التخلي عن بعض المميزات اللتي قد تكون مهمة لبعض الشركات وذلك لنستطيع أن نصل إلى هدفنا الأهم. والثانية أن الشركات المقدمة لخدمة الإنترنت أصبحت تعاني من صعوبة التشغيل بسبب تعقيد الشبكة حتى أنه يجب على الموظفين الجدد أخذ دورة لشرح كيفية عملها وتحتاج لخبير حتى يتم التعرف على المشاكل.

وبعد التشغيل، بدأنا أيضا نعاني من ضعف قدرة أجهزة الحجب وخاصة بعد تضاعف سعة الإستخدام خمس مرات في سنة واحدة فقط(2). بحثنا عند أغلب الشركات العالمية عن حلول ولكننا لم نجد ، حاولنا أخذ الخبرة من أكبر دولة تطبق الحجب وهي الصين ولكن طريقة الحجب كانت بدائية وغير مرنة نهائيا حيث أنهم يعتمدون على رقم الـ IP للموقع لحجبه.

ومن منطلق “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه” وبسبب ما كسرناه وما نواجهه ولعدم وجود حلول لدى شركات أجهزة الحجب، إقتنعنا أنه يجب علينا الإعتماد على أنفسنا و كما قيل في الأمثال “ما حك جلدك مثل ظفرك”.  بدأنا التفكير بطرق أخرى لا تعتمد على الحلول الحالية، حتى بدأت تتبلورت لدينا فكرة تقنية جديدة لطريقة الحجب. كانت الفكرة أقرب الى الأحلام منها الى الواقع العملي حيث أنها تحل جميع المشاكل وتبسط الشبكة وترجع جميع المميزات اللتي إلغيت ، ولكن يصعب تحقيقها وأيضا تحتاج إلى تطوير ودعم وهو مالم يكن متوفر لدينا. بعد المشاورات قررنا أن نعرضها على عدد من الشركات العالمية لتطبيقها، أتت كل الردود بالإعتذار وأحدهم قالها صراحة لو طورنا هذه الفكرة لن تشتروا منا إلا جهاز أو جهازين في حين أنكم الآن تشترون منا بالعشرات. الإجابة كانت منطقية فلقد كانت المبالغ التي تدفع لهم فلكية ولن يطوروا الفكرة إلا اذا تم ايقاف التعامل معهم وهو ما لم يكن بأيدينا في ذلك الوقت لعدم وجود البديل. وأخيرا وبعد فترة قصيرة ولله الحمد تقدم أحد السعوديين وأبدى رغبته بالعمل والإستثمار على تطوير هذه الفكرة. كانت مخاطرة كبيره بالنسبة لشركة سعودية تنشأ لأجل هذه الفكرة فقط وخاصة أنها تنافس شركات عالمية لها خبرتها في عالم الإتصالات.

بعد أربع سنوات من التطوير والتي لاتخلو من الصعوبات والمعوقات إنتهى تطوير الجهاز(3). بلا مبالغة، الجهاز فاق توقعاتي وحتى أحلامي في هذه الفكرة، الجهاز افضل بمراحل من جميع الأجهزة العالمية التي تباع الآن في الأسواق.  ولمقارنته بالأجهزة الأخرى (المستخدمة بالسعودية) فإن جهاز واحد فقط يستبدل مالا يقل عن 25 جهاز وحجمة نصف حجم جهاز واحد من هذه الإجهزة. أيضا حل الجهاز جميع مشاكل التصفح اللتي كانت شبه لاتنتهي عند بعض الأجهزة الأخرى. هذا يدل على أن السعوديين إذا أعطو المجال فإن إبداعهم لا حدود له.

النجاح لم يكن سهلا ولكن متى ما وجدت الهمة والإصرار لتحقيق الهدف فسوف تتذلل الصعوبات إن عاجلا او آجلا. وهذا ما حدث مع شركة سوار للتقنية فقد انتجت جهاز WireFilter والذي صمم خصيصا لدعم حجب المواقع بسرعات عالية جدا تصل حاليا الى 10000 ميجا (10Gbps) في حين أن الأجهزة الأخرى المستخدمة في السعودية لاتتدعدى 500 ميقا في أحسن الأحوال.

ذكرت سابقا في تدوينة أجهزة الحجب في السعودية أنه يجب إيجاد حل والا فإنه سيتم إلغاء الحجب في السعودية، أكاد أجزم أنه لولا وجود هذا المنتج فإن الحجب في السعودية لن يستمر أكثر من خمس سنين وخاصة مع وصول حجم الإستخدام الحالي الى 127 جيجا بت في شركة الإتصالات السعودية. أما الآن وبوجود جهاز حجب يستفيد من آخر ماتوصلت إليه تقنيات أجهزة الحاسب الآلي فإني لا أرى أن الحجب سيتم إلغائة – لأسباب تقنية – في المستقبل القريب. ومن أولى بركات هذا الجهاز أنه أصبح بالإمكان فتح مواقع الترجمة بدون التأثير على جودة الخدمة وأعتقد أن هيئة الإتصالات تعمل حاليا على ذلك(4).

wirefilter_inblogw

الفكرة

أغلب الحلول الحالية للحجب تعتمد على وجوب مرور المعلومات على جهاز الحجب عند ارسال البيانات وأيضا عند استقبالها. هذه الطريقة تجعل الشبكة معقدة ، وخاصة في وجود ما يسمى بـ IP Spoofing. وللتوضيح، عند طلب المستخدم تصفح موقع فإن الطلب يمر بأحد أجهزة الحجب (أعدادها بالمئات وفي مدن مختلفة) بعدها  يقوم الموقع بإرسال الصفحة إلى المستخدم  وعلى مقدم الخدمة التأكد أن الرد يمر على نفس جهاز الحجب المستخدم لطلب الموقع والا فإن التصفح لا يعمل.

تقنيا، لتحجب المواقع لايوجد حاجة للمعلومات المستقبلة ومن هذا المنطلق بدأت فكرة فصل البيانات المرسلة عن المعلومات المستقبلة. تعتمد فكرة الفصل على إرسال البيانات باتجاه الجهاز لإختبارها وحجبها عند الحاجة ، أما الرد فلا يحتاج أن يمر على الجهاز.  قد توجد اجهزة مصممه بطريقة مشابهه ولكن من أكبر عيوبها أن الحجب ليس مضمون 100% وسعاتها أقل بكثير وتفتقد للكثير من المميزات. إن طريقة تطبيق الفكرة وإختيار الجهاز المناسب لها لدعم سعات كبيرة هو ما جعلها مميزة وليس لها مثيل.

كيف تعرف ماذا يستخدم مقدم الخدمة؟

الطريقة الحالية : عند تصفح مواقع محجوبة فإن جهاز BlueCoat لا يغير العنوان في شريط العناوين ولكن عنوان الصفحة نفسها يكون “Blocked URL العنوان محجوب“. أما Sidewinder فإنه يغير العنوان الى صفحة الحجب (مع العنوان المحجوب في نهاية الشريط  بعض الأوقات).

أما WireFilter فإنه لا يغير العنوان في شريط العناوين وعنوان الصفحة يكون “Blocked URL”  فقط بدون اللغة العربية(5).

 

في الختام

تطبيق الأفكار يحتاج إلى استثمار كبير في البحث والتطوير حتى تستطيع الوصول إلى منتج متكامل. كثير من الشركات التقنية السعودية تعتمد علي الطريقة السريعة ببيع البرامج فقط وليس البرامج ومعها أجهزتها الخاصة وهذا يحد من مقدرتهم على التميز وتجعلهم محدودي الأفكار وايضا يقلل من الربح. قد تستطيع عمل برنامج وبيعه ب ٥٠٠٠٠ ريال ولكن عندما تبيعه على شكل حل متكامل مميز مع الجهاز فإنك تستطيع بيعه ب ٥٠٠,٠٠٠ ريال مع دعم سنوي يضمن لك القدرة على الإستثمار في البحث و التطوير للشركة.

سأحاول في تدوينة قادمة إن شاء الله أن أضع بعض الأفكار والأجهزة الخاصة بالإنترنت واللتي يمكن تطويرها محليا لعل وعسى أن نجد من يتبناها.

—————————————————————————————————————————-

  1. تم شرحها في تدوينة  مذكرات في تطوير الإنترنت بالمملكة: التغيير وهذه التدوينة هي استكمال لها[رجوع]
  2. شرحتها في تدوينة أجهزة الحجب في السعودية[رجوع]
  3. المجال لا يسع لذكر الصعوبات اللتي مرت بها الشركة ولا أعتقد أن الصورة لدي كاملة ولذلك لا استطيع الخوض فيها بشكل مفصل ولكن سأحاول أن أكتب عن بعض هذه الصعوبات في تويتر [رجوع]
  4. أنظر إلى إجابة هيئة الإتصالات على السؤال التاسع في موقع الحجب [رجوع]
  5. هذه الطريقة الحالية وقد تتغير وعندها سأحاول وضع الطريقة الجديدة إن شاء الله[رجوع]

 

http://www.hany.org/?p=378

Leave a Reply

*